منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

الحرية ' تلك السلعة البريئة التي سالت الدماء من أجلها ' و و دافعوا عنها على مر الزمن كقاصرة ' غير قادرة على إثبات نفسها ' بالرغم من انها قيمة سامية و سلعة غالية.
هناك حرية فكرية ' تعود لصاحبه و لنا ان نناقشه فيها فنقبل برأيه او نرده' وهناك حرية تتجاوز الفكر إلى ممارسات ربما خاطئة ' فتؤدي الى الإنحلال او سوء الادب ' بأساليب مختلفة.
وفي ميدان النقاش حول مفهوم الحرية تجد من يفصل بين العام والخاص فيقول : حريتك الفردية ملك لك وحدك. وهناك من يضيف شريطة ان لا تتننافى او تتجاوز حرية الآخرين .
وهنا نحتاج لضبط المفاهيم و المعالم المحدّدة للحرية.
ان الله خلق الإنسان كائنا مكرما على سائر الخلائق و الحرية المطلقة من شأنها ان تفقد الإنسان كرامتها التي هي جوهر الإنسانية و بدونها لا يكون الإنسان إنسانا.
من هنا وجبت على الحرية ان تنظم ( فتح الظاء ) و ان يقننه قواعد خاصة ' كي يكون مناسبا لكل فرد و فئة. وتأتي ضرورة ذلك التقنين من ان المقياس البشرى غالبا ما يخطئ ' فكم من جهات و أناس نادوا بتلك القيمة الغالية فجرجروها الى متاهات لا حد لها .
ولا ارى خير منظم للحريات اكثر من الدين و الذي يعتبره البعض كلمة تزلزل قيمة الحرية ' ومن هنا تبدأ الصراعات واذا كانت الحرية هي اللاقيود' فيأتي الدين ليهذبها و يحددها ' فتكون الخطى ثابتة واثقة . إن الانفتاح دون إلغاء الثوابت من تديننا و قيمنا الإسلامية هو قمة الحرية و هذا هو الفهم البنّاء للحرية. وهذا ما يكون حافظا للجوانب الروحية و الاخلاقية للإنسان.