المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روبن هود
السلام عليكم
أرجو أن تتسع صدوركم لأريي الذي أخالف فيه الخطاب السائد.
أرى أن من علل الحقل التربوي هو أنه تاه وسط المفاهيم المتسمة بالإغراء واللبس في الوقت نفسه.
ربما يعاني هو من مشكلة الأجرأة، لكن الأجرأة تحتاج إلى عملية تفتيت للمفاهيم.
الإغراق في ذلك الخطاب هو بمثابة تعويم للإشكاليات التربوية، ونحن بالضبط ـ المشتغلين بالتدريس ـ من علينا عدم السقوط في ذلك التعويم.
عندما نشارك في عملية التعويم هاته ونتلقف المفاهيم المؤطرة لها، نكون نسعى إلى حتفنا.
لنكن أكثر وضوحا: "إدماج المدرسة في محيطها" عبارة لا تعني شيئا. فالمحيط ليس هو فقط سوق الشغل، بل هو أيضا سوق الإجرام.
هل على المدرسة أن تتبنى المشروع المجتمعي؟ طيب. هل المغاربة استقروا على مشروع مجتمعي؟ أظن أنه ليس بعد. هناك أفكار مشاريع ما زالت في مرحلة التدافع، ولا يمكن للمدرسة أن تتبنى شيئا غير مستقر. والاستقرار سيتمظهر حين الإعلان عن الخطوط العامة للمشروع المجتمعي.
هل غاية المدرسة هي تهييء المتمدرس للدخول إلى سوق الشغل؟ هذا سؤال آخر. هل من وجد عملا نعده مندمجا ومن لم يجد شيئا نقول أنه فشل في الآندماج؟
هناك مسألة أخرى تتعلق بالهدر المدرسي. الدولة جعلت من هذه المشكلة عقدة كبرى في حين ينبغي أن ينظر إلى الهدر كشيء لازم للتعليم الجماعي. ليس هناك أي نظام تعليمي خال من الهدر. ومشكلتنا ليست في الهدر، فالهدر يجب أن يكون وسيبقى، بل المشكلة في المعالجة.
ينبغي التنبؤ بكون الهدر سيحدث بنسبة معينة، والمطلوب ليس هو الوقوف في وجهه، بل المطلوب هو توفير قنوات ينساب عبرها كل الذين فشلوا في مسايرة التعلم. إذا توفرت تلك القنوات، لن يكون الأمر هدرا إطلاقا.