عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-07, 22:27 رقم المشاركة : 3
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

افتراضي رد: البيداغوجيا الفارقيّة(عرض مهم)


الجانب النظري

I- التحديد المفهومي
1) تعريف لوي لوقران
Louis Legrand


استخدم هذا المفهوم لأول مرة سنة 1973 عن طريق المربي الفرنسي Louis Legrand كمحاولة لتطبيق مجلوبات علم النفس الفارقي Psychologie Différentielle، وذلك من منظور علم النفس التربوي Psychopédagogie ويتمثل ذلك في البحث عن آليات جديدة في التدريس تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.


يعرف Louis Legrand البيداغوجيا الفارقية كالآتي "البيداغوجيا الفارقية هي تمش تربوي يستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعلمية قصد مساعدة الأطفال المختلفين في العمر والقدرات والسلوكات والمنتمين إلى فصل واحد على الوصول بطرق مختلفة إلى نفس الأهداف".



نلاحظ في هذا التعريف الأولي أن الأهداف مشتركة بين كافة تلاميذ الفصل الواحد وإنما المتغيرات تتصل بالطرق والأساليب المعتمدة من قبل المدرس لتمكين كل الأفراد - حسب اختلافاتهم النفسية والمعرفية - لتحقيقها.
2) تعريف فيليب ماريو
Philippe Meirieu

ويقترح Philippe Meirieu على المعلمين أو الأساتذة أسلوبين يتفق كلاهما مع مبادئ البيداغوجيا الفارقية.



ويتمثل الأول في ضبط هدف واحد لمجموعة الفصل مع اتباع تمشيات مختلفة تفضي كلها إلى نفس الهدف.



ويتمثل الأسلوب الثاني في تشخيص الثغرات الحاصلة عند كل تلميذ وضبط أهداف مختلفة تبعا للأخطاء الملاحظة.
3) تعريف د. مراد البهلول

ويعرف د. مراد البهلول في رسالة دكتوراة حول البيداغوجيا الفارقية (1995) تحت إشراف فيليب ميريو البيـداغوجيا الفـارقية كالآتي:


"تتمثل البيداغوجيا الفارقية في وضع الطرق والأساليب الملائمة للفروق ما بين فردية (بين الأفراد) والكفيلة بتمكين كل فرد من تملك الكفايات المشتركة (المستهدفة بالمنهج).

فهي سعي متواصل لتكييف أساليب التدخل البيداغوجي تبعا للحاجات الحقيقية للأفراد المتعلمين. هذا هو التفريق الوحيد الكفيل بمنح كل فرد أوفر حظوظ التطور والارتقاء المعرفي."


نستنتج من كل هذه التعاريف أن البيداغوجيا الفارقية ليست بنظرية جديدة في التربية أو طريقة خاصة في التدريس بل هي روح عمل تتمثل في الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المتعلمين من جهة والكفايات المستهدفة في البرنامج الرسمي من جهة أخرى.



ولا يتمثل التفريق في إغراق كل فرد في فرديته بل في تمكينه من بلوغ أقصى ما يمكن أن يصل إليه من التطور المعرفي وتطور شخصيته في جميع أبعادها المعرفية والوجدانية والاجتماعية...



وهذه الفروق الفردية بين التلاميذ المنتمين إلى فصل واحد هي عديدة ومتنوعة (فروق في الاستعدادت الذهنية والمعرفية/فروق وجدانية تتصل بالرغبة في التعلم/فروق تتصل بعلاقة الفرد بالمعرفة/وفروق تتصل بالوسط الاجتماعي الثقافي الذي نشأفيه الطفل/تجربته الذاتية/تاريخه المدرسي/علاقته بالمدرسة والأستاذ....)



كل هذه الاعتبارات سيقع تحليلها لاحقا، لكن قبل ذلك لابد أن نتطرق إلى الأسس النظرية التي تعتمد عليها هذه المقاربة البيداغوجية حتى نتبين مشروعية تطبيقها في مدارسنا وفصولنا.


II- الأسس النظرية


تستند البيداغوجيا الفارقية إلى عدة مرجعيات نظرية (فلسفية -تربوية - علمية - اجتماعية...) نذكر منها:



1- المرجعيات الفلسفية

تقـوم البيـداغوجـيا الفـارقـية على مفــهوم أســاسي وهـو قـابليـة الفـرد للتربية والتعلم: La notion d'éducabilité الشيء الذي يشرع العمل التربوي والتدخل البيداغوجي...



ويتعارض هذا المفهوم مع مفهوم الموهبة La notion du don التي تقر بأن الذكاء فطري وأن القدرات الذهنية والمعرفية موروثة بنسبة كبيرة جدا.



وقـد أثـارت هـذه القضية جـدلا كـبيرا سـواء بين المنظرين التربويين أو عبر المـدارس الكـلاسيكية في عـلم النفس.
(راجع نص, comme facteurs de développement Hérédité et milieu في الملاحق).
2- المرجعيات التربوية

أ - مفهوم التربية:


لاشـك أن النظريات التـربوية عـديدة ومتنوعة المفاهيم والأبعاد وقد حـاول Yves Bertrand في كـتابه Les théories contemporaines de l'éducation (1993) تصنيفها إلى سبع مجموعات:

1 - النظريات الماورائية (الروحية).
Théories spirituelles

2 - النظريات الشخصانية.
Théories personnalistes

3 - النظريات النفسعرفانية.
Théories psychocognitives

4 - النظريات التقنية.
Théories technologiques

5 - النظريات الاجتماعية العرفانية.
Théories sociocognitives

6 - النظريات الاجتماعية.
Théories sociales

7 - النظريات الأكاديمية.
Théories académiques



وتستـقي البيداغوجـيا الفارقـية مـن هذه النظريات المفـاهيم التي يمكن أن تسـاعدها على تمكين كل فرد - حسب امكاناته - من النجاح والتكيف الايجابي مع مجتمعه والتأثير فيه وبلوغ أقصى درجات التطور والارتقاء.



وفي هذا المجال يحدد كانط Kant مهمة التربية في "ايصال كل فرد إلى بلوغ أقصى مراتب الجودة التي يمكن أن يحققها."

<<L'éducation doit développer dans chaque individu toute la perfection dont il est capable>>


ب - البيداغوجيا الفارقية تنتمي إلى المنظومات الحديثة في التربية:
تندرج البيداغوجيا الفارقية كما ضبط ملامحها Louis Legrand ضمن المنظومات التربوية الحديثة التي برزت في النصف الأول من القرن الماضي وهي تربية مؤسسة على مجلوبات علم النفس وعلم نفس الطفل والمراهق بصفة أخص ولعل أشهر التربويين الذين برزوا في تلك الفترة:

- جون ديوي (1859 - 1952) بالنسبة لأمريكا.

- ماريا مانتسوري (1878 - 1952) بالنسبة لإيطاليا.

- فراناي وكوزنياي بالنسبة لفرنسا.


ويشترك هؤلاء المنظرون المنضوون تحت لواء التربية الجديدة في أمرين أساسيين:



• إن الطفل أصبح مركز العملية التربوية الشيء الذي جعل بعض المؤرخين يتحدثون عن ثورة كوبرنيكية قام بها هؤلاء الرواد داخل النظرية التربوية. وهي ثورة قلبت العلاقة بين المركز والدائرة. يقول كـلاباراد في هذا الاتجاه: "من الواجب أن تكون المناهج والطرق هي التي تحوم حول الطفل لا أن يكون هذا الأخير هو الذي يحوم حول مناهج قد ضبطت بمعزل عنه"


• إن العمل التربوي يجب أن يبنى على أسس سيكولوجية أي على معرفة معمقة للقوانين التي تنظم الايواليات أي الميكانيزمات الذهنية للمتعلمين. يقول نفس الكاتب في كتابه التربية الوظيفية ص 143: "أريد أن أبين لكم كيف أن علم النفس وعلم نفس الطفل بالخصوص يقدم لنا معارف حول التلميذ هي في غاية من الأهمية بالنسبة للممارسة التربوية". من أجل ذلك نرى المربي يدعو إلى بناء مدرسة جديدة تكون أكثر ملاءمة مع التلاميذ في تمايزهم واختلافهم الذهني والوجداني: l’école sur mesure وتعتمد هذه التربية على ثلاثة أركان أساسية:


- الاعتراف بوجود اختلافات نفسية لدى التلاميذ

- ضرورة الاعتبار بهذه الاختلافات عند التدخل البيداغوجي.

- الأخذ بهذه الاختلافات لوضع آليات جديدة لتنظيم العمل المدرسي (تنظيم الفصل إلى مجموعة أفرقة).



ج - التربية والحداثة:

تمتاز منظومة الحداثة - خلافا للمنظومة التقليدية - بعدة خصائص لعل أهمها يتمثل في:

- رد الاعتبار للفرد كعنصر فاعل ونشيط في العملية التربوية.

- تأسيس عدة قيم جديدة لدى الفرد كالاستقلالية (الترشد الذاتي) والتسامح والتفتح على الغير والفكر النقدي والسلوك المدني....

- العقلانية: اعتماد الفكر الموضوعي بدل الفكر الخرافي....

- التوفيق بين ما هو داخلي وما هو خارجي.


وتهدف السياسة التربوية في بلادنا إلى تأسيس مثل هذه المبادئ لدى ناشئتنا حيث نقرأ في الفصل الأول من غائيات النظام التربوي (قانون 29 جويلية 1991) ما يلي: "يهدف النظام التربوي التونسي إلى تمكين الناشئة منذ حداثة عهدها بالحياة مما يجب أن تتعلمه حتى يترسخ لديها الوعي بالهوية الوطنية التونسية ويتدعم عندها التفتح على الحداثة والحضارة الانسانية."



ولهذا الإقرار استنتاجات تربوية على غاية من الأهمية تتصل بالمهام الجديدة للمؤسسة التربوية والأدوار المتصلة بعمل كل من المعلم والاستاذ والتلميذ....



وهنا لابد أن نتساءل عن الطرق البيداغوجية الملائمة والكفيلة بتجسيم هذه المبادئ (الحداثة) وعن المضامين المعرفية (المحتويات) المساعدة على تأسيس هذه القيم لدى ناشئتنا.

د - مفهوم الجودة:
إن المتتبع لتاريخ المفاهيم التربوية خلال النصف الثاني للقرن العشرين يلاحظ أن التنظير التربوي قد استورد من عالم الاقتصاد مجموعة من المفــاهيم والمصطلحــات مثل الكفــاية (Compétence) والانتاجية Productivité والامتياز Excellence وأخيرا وليس آخرا مفهوم الجودة Qualité.


ويعرف TAYLOR الجودة بالمفهوم الاقتصادي اعتمـادا على الانتاج النهائي Produit final من حيث ملاءمته للمواصفات المحددة وهي قضية تهم الاطارات والمهندسين بالأساس في حين تبقى العلاقة بين العامل والاطار علاقة عمودية.



وعندما ينتقل مفهوم الجودة إلى عالم التربية يصبح مفهوما معقدا متعدد الابعـاد ونسبيا على حـد تعبير ديكوتال (1999) J.M. Deketele وذلك لأن القضية تصبح متعلقة بالإنسان (المتعلم) هذا الكائن المتعدد الأبعاد والمغرق في التعقيد...



ولكي نسيطر على مفهوم الجودة داخل عالم التربية ونوظفه لفائدة التدخل البيداغوجي لابد من ترجمته إلى مؤشرات مدرسية قابلة للملاحظة والقيس والتكميم... وفي هذا الصدد يقول Gazaiel وWarnet في كتابهما:


Le facteur qualité en éducation dans l'école de l'an 2000. Ed. Puf (1998).:
"إن انتقال الجودة من عالم المؤسسات إلى عالم التربية يجب أن يلفت انتباهنا إلى كوننا بصدد ثورة تجعل من العنصر البشري الركيزة الأساسية للمؤسسة مهما كان اختصاصها."



ومن هذا المنظار تعتبر البيداغوجيا الفارقية الجودة رهانا تربويا من الدرجة الأولى تسعى إلى بلوغه عبر مختلف الآليات المعتمدة في التدريس والتفريق البيداغوجي.







التوقيع







    رد مع اقتباس