عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-29, 15:13 رقم المشاركة : 1
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي اتجاه الفينومينولوجيا (الظاهراتية )


اتجاه الفينومينولوجيا (الظاهراتية )


كان التوجه الأساسي في علم الاجتماع يرى أن حقيقة المجتمع حقيقة موضوعية خارجية مستقلة تمثل ذلك في توجه الفلسفة الوضعية والماركسية ولدى الأوائل من الوظيفيين , ويرى أصحاب هذا التوجه أن المعرفة الاجتماعية تعتمد على دراسة الوجود الموضوعي ومكوناته .

ثم ظهرت التفاعلية الرمزية حيث تم التركيز على الفعل الاجتماعي وعملية التفاعل بالوسيط الرمزي , مما أدى إلى اعتبار حقيقة المجتمع حقيقة عقلية ترتبط بما يحمل الفعل من معنى , وما يحمله الناس في عقولهم من معانٍ لذواتهم وذوات الآخرين والجماعة والمجتمع بمكوناته . يرى هذا التوجه أن البعد الذاتي أساساً لحقيقة الواقع الاجتماعي , غير أن هربرت ميد وأصحاب مدرسة أيوا يأخذون بالجانبين : الذاتي والموضوعي , لاعتقادهم بالوجود الاجتماعي كموضوع بعد أن يتم تشكله ذاتياً .
بناء على هذا التباين في النظر إلى حقيقة المجتمع , ظهرت اتجاهات نظرية لها مواقفها النظرية والمنهجية منها
( الظاهراتية ) في علم الاجتماع .( عثمان ,2008 :239 )

اتجاه الفينومينولوجيا (الظاهراتية )
جاء هذا الاتجاه كرد فعل للفلسفة الوضعية بزعامة إميل دوركايم التي تؤكد على الفصل بين الذات وموضوع البحث( الظاهرة ) واعتبار الموضوع شيئاً منفصلاً تماماً عن شعور الباحث ، كما جاء كفلسفة نقدية للاتجاهات المحافظة في علم الاجتماع لاسيما تلك التي تفصل بين الأشكال الاجتماعية والواقع الاجتماعي، والتي تصمم أبنية عقلية صورية لا تعكس تناقضات العالم اليومي، ومن ثم قام هذا الاتجاه على أنقاض أزمة العلوم الإنسانية المتأثرة بالعلوم الطبيعية.


المتأمل في قضايا علم الاجتماع الفينومينولوجي يستطيع أن يستنتج حقيقتين :
الأولى : أنه يعتبر تياراً نقدياَ لعلم الاجتماع التقليدي أو علم الاجتماع الغربي المحافظ , على أساس أن علم الاجتماع في صورته المحافظة المرتبطة بمشكلة فصل نفسه عن الواقع ,وافتراض فجوة بين الباحث وموضوع دراسته والتأكيد على ضرورة النظر في ظواهر هذا الواقع على أنها أشياء منفصلة عن ذات الباحث وشخصيته .
الثانية : الموقف الفينومينولوجي هو الموقف الذي يحلل الظواهر التي تطرأ على صفحة الوجدان أو الشعور


مفهومها:
يعرفها"ادموند هوسرل" بأنها:" محاولة لدراسة الأشياء التي يمكن التعرف عليها بواسطة احد حواسنا".
وهي مذهب فلسفي يقوم على أشكال مختلفة للوعي وتنوعاته والطرق التي يعي بها الناس العالم الذي يعيشون فيه، وتركز هذه الفلسفة على التجربة المعاشة والتجربة الإنسانية الغنية بالمعاني والدلالات، كما تركز على الكيفية التي يقرأ الإنسان فيها مشاركته في الحياة.


القضايا الأساسية للنظرية:
أ- مادة التحليل الفينومينولوجي هي خبرة الحياة اليومية.
ب- يمتلك الإنسان عنصر المبادرة في الفعل الاجتماعي، وهو خالق الواقع ونتاجا له.
ج- تركز النظرية على مبادئ النزعة الفردية في البحث والاتجاه النسبي .
د- يسعى هذا الاتجاه إلى التجريد الفكري نحو المفاهيم المطلقة.
هـ- عن طريق التأمل الداخلي يمكن التوصل إلى الميول الفطرية للإنسان ( الحوات , 1998 : 208 ).


تعليق على اتجاه الفينومينولوجيا
يمكن تلخيص الاتجاه الفينومينولوجي سواء في إطاره الفلسفي أو إطاره السوسيولوجي بأننا نجد فيه بعض الآراء المهمة كالعلاقة بين الذات والآخرين أي بين الفرد والمجتمع وذلك في ثلاث صور هي الاستمرار المستقل للمجتمع , والاستقلال النسبي للسلوك الجماعي عن أفعال ونوايا أعضاء الجماعة وعن الفاعل الفرد والخطر الكامن والخاص بتصور المجتمع كوحدة للدراسة الاجتماعية يتم فيها عزل الكل أو الجماعة وعن الفاعل الفرد . ورغم الإسهامات التي قدمتها الفينومينولوجيا , فإنها تتعرض كنظرية اجتماعية للعديد من الانتقادات منها أن ما يزعمه الباحث الفينومينولوجي من صياغة مفاهيم من حياة الأفراد اليومية سوف يجعل من المستحيل وجود لغة حديث مشتركة, ومن أهم الانتقادات التي وجهت لها أنها نظرية فلسفية في التحليل تستند إلى معايير نفسية أكثر منها نظرية اجتماعية تستند إلى معايير اجتماعية وهذا ما دعا البعض إلى تعريفه بالمنهج الذي يبحث في معاني الظواهر والأشياء , ولا يبحث في قياس اتجاهات الظواهر والأشياء ( الحوات :216 )



المراجع
1- الحوات ,علي : النظرية الاجتماعية اتجاهات أساسية , شركة الجا , مالطا ,1998
2-عثمان , إبراهيم عيسى : النظرية المعاصرة في علم الاجتماع , دار الشروق , الأردن , 2008

-منقول-







التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

    رد مع اقتباس