عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-11, 23:11 رقم المشاركة : 5
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: نموذج للتذوق الأدبي في نص كامل "وصف الربيع" للبحتري



ولننظر إلى قول الشاعر في البيت الثالث :
وكأنما كان هذا النوم عميقاً ، يحتاج إلى جهد في الإيقاظ ، وإلى عنف في التنبيه ، فاستخدم الشاعر " يفتق "
بصيغة التضعيف ؛ ليحكي شيئاً من هذا الجهد المضاعف المبذول .



وقد نقف أمام " برد الندى " في تعجب وحيرة ، ولعلنا نمعن في التمرد على الشاعر ، وإنكار فنه ، ونقترح
تعبيراً آخر ، مثل " قطر الندى " بدل " برد الندى " ، وربما بالغنا في الزهو بهذا التعبير الذي استبدلناه بتعبير الشاعر و ولكن سرعان ما يتبين لنا أن البرد هنا عنصر أصيل في قصة هذا الورد المتفتح ، فنحن نعلم أن الدفء يغري بامتداد النوم ، وأن البرد يوقظ النوام ؛ ولهذا كان " برد الندى " ضرورياً لتنبيه الورد النائم تنبيهاً سريعاً عاجلاً .

فإذا تفتح الورد ، وانبعثت رائحته ، تنفح الجو وتعطره ، وأفصحت أوراقه عن ألوانها الأخاذة الفاتنة ، وتبدل هذا
الغيب المحجب . الذي تضل فيه الظنون , واستحال جمالاً سافراً ، يدركه الحس ، وتستمتع به النفس ، فأي تشبيه أبلغ وأجمل من التشبيه بالحديث ، يذيع ويسري بعد طول التحفظ والكتمان ، فتجد فيه النفس الإنسانية ما يطفئ شوقها ، ويغني تطلعها ؟





    رد مع اقتباس