عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-16, 16:05 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي العنف المدرسي والممارسة التربوية


العنف المدرسي والممارسة التربوية


جمال الحنصالي

الاتحاد الاشتراكي : 16 - 02 - 2011
كثيرا ما يلجأ الممارس البيداغوجي ( وكل الفاعلين التربويين بدون استثناء و المتدخلين في العملية التعليمية ) إثناء مزاولة مهمة التدريس ،بوجه الخصوص، إلى تعنيف الممارسة التربوية/التعليمية، مستعملا أسلوب العقاب في شتى صوره و أشكاله، رغبة منه في فض نزاع أو اشتباك على المستوى العلائقي المتدهور أو المتدبذب الذي يربط عناصر المجموعة التي يشتغل وفقها و معها، أو فك رموز المعضلات السيكوبيداغوجية التي تقف أمام تحقيقه الغرض البيداغوجي المنشود من الحصة الدراسية، أو لتجاوز عائق إبيستيموجي/ديدكتيكي ما يحول دون بلوغ الأهداف المرجوة التي رسمها و خطط لها في البطاقة التقنية ( ما كان يسمى بالجذاذة سابقا ) من قبل، أو للمحافظة على سلامة ظروف الإشتغال ( الطقوس الخاصة به ) و اللحظات البيداغوجية ذات الخصوصيات الفريدة من نوعها التي يحبذها الفاعل/الممارس البيداغوجي العنيف و التي يعتقد أنها فعلا تعتبر من الميكانيزمات الضرورية لإنجاح المهمة المنوطة به، و التي ستساعده ،بصيغة حتمية، على أداء الفعل التعليمي-التعلمي في أحسن وجه دون أدنى مشاكل تذكر، و حصول المتعلم بالتالي على نتاجات/تحصيلية/معرفية ذات مردودية عالية الجودة ( كالسعي وراء المحافظة على كمون الحجرة الدراسية تعبيرا على فعالية الانضباط، و سكوت الجماعة الصفية أثناء تمرير الخطاب التعليمي/التعلمي دلالة على جدوى الاستيعاب، و كبح أنواع النشاطات و أصناف الحراك و إجهاض أشكال التعبير و صور الكلام ضمانا لتفعيل أدوات الإنتباه الذي يظنه إيجابيا.
طبعا، تلك هي تبعات و رواسب النطام التعليمي القديم ذو الطابع العسكري و الذي كان سائدا خلال فترة الاستعمار الفرنسي، إذ ماتزال بعض العبارات غير التربوية و الدالة على القمع و السيطرة و العنف... تطفوا على سطح الممارسات التربوية/التعليمية بشكل مسترسل إلى وقتنا الراهن؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر: Croiez-les bras, passes au tableau, taisez-vous…..
هذه العبارات المستهلكة من قبل الممارسين البيداغوجيين ( سواء القدامى أو الحديثي العهد بالميدان )، رغم تقادمها لم تفقد بعد بريقها، إذ لا تزال بعض الفئات من الفاعلين التربويين و كذا المهتمين بالشأن التربوي يشيدون بهذه الحقبة من المسيرة التعليمية و يضربون بها المثل في جميع المناسبات. و بالرغم من التطورات المهمة و التحولات النوعية التي عرفها العالم في ظل عصر العولمة و الحداثة، و التقدم المهول على صعيد الشأن التربوي و تكنولوجبا التعليم من قبيل؛ بروز التعلم الرقمي و التعلم الالكتروني و التعلم عن بعد و التربية على القيم و المواطنة...بالرغم من ذلك فالعملية التعليمية التعلمية ظلت وفية للنهج التقليدي، و مازالت العبارات الفرنسية النابية تحتفظ بمكانتها ضمن خطابات جيل الخمسينيات و الستينيات. و لن نستغرب أبدا إذا ما وجدنا داخل حجرة الدرس و على مكتب ممارس بيداغوجي حديث حاسوبا من النوع الرفيع بجانبه عصا من خشب أو فولاذ؛ لأن الجوهر الذاتي، بكل بساطة، لم يتغير رغم أن الظاهر الموضوعي تبدل.
مرد ذلك كله؛ مساعي السياسات التربوية العقيمة أحيانا و الفاشلة أحيانا أخرى، و التي تكتفي باستيراد النظريات البيداغوجية التعليمية دون تسوية أوضاع الفاعل التربوي، و دون تبديد النظرة الماضاوية للممارس البيداغوجي اتجاه العملية التربوية/التعليمية الغارقة في أشكال العنف، و اتجاه الوضع التربوي المتأزم و المتردي في دوامة النمطية و الوحدة و التسلط داخل و خارج أسوار المؤسسات التعليمية.
إن إصدار المذكرات الوزارية و غيرها و رفع الشعارات التربوية في المناظرات و غيرها المنددة و الشاجبة للعنف و أساليب العقاب المدرسي لا تكفي لتطهير الممارسة التربوية من هذه السلوك اللاأخلاقي، بل لا و لن تلق الصدر الرحب الذي سيبادر بإعمال مبادئها و رفع التحدي ضذ هذه الآفة و بالمقابل تأهيل الفضاء المدرسي و غرس قيم التسامح بانتهاج أساليب بيداغوجية/تربوية حضارية، لأن غياب أو تغييب المتابعة ( وليس بطبيعة الحال المراقبة البوليسية سويعات قبل و بعد العطل المدرسية ) من لدن أصحاب القرارات من جهة و استصغار دور الفاعل التربوي “المعلم(ة)” و تهميش شخصية الطفل “المتعلم(ة)” من جهة أخرى، تحول دون استئصال هذه الظاهرة اللاتربوية من قلب الممارسة التربوية/التعليمية، و تبقى على حالها بل و تتفاقم أحيانا.
الحال أنه تمة أشياء خفية ( للبعض فقط ) أضحت مع مرور الزمن مسلمات، تقف وراء تفشي مسألة/إشكالية العنف المدرسي المتمثلة أساسا العقاب بشقيه اللفظي و الجسدي، و هي مسببات مادية و معنوية أنجبتها الظروف القاهرة و الأوضاع المتأ زمة التي يعيشها الفاعل/الممارس البيداغوجي داخل نسقية المنظومة التربوية، نكتفي بذكر بعض جوانبها:
- الجانب التنظيمي داخل حجرة الدرس: يؤدي الإكتضاض الذي تعرفه المؤسسات التعليمية-خصوصا في العالم الحضري- إلى تشكل عناصر العنف بشتى تجلياته، حيث لا سبيل لمواجهة الصخب و الضجيج و...إلا باستعمال لغة العقاب. كما أن العمل وفق نظام الأقسام المشتركة-بالعالم القروي على وجه الخصوص- بدوره يعتبر مرتعا خصبا لتنامي ثقافة العنف، نظرا لوعورة تنظيم آليات الفعل التعليمي التعليمي من جهة و صعوبة ضبط الجماعة الصفية من جهة أخرى، مما يساهم في تبني أساليب العقاب من لدن الممارس البيداغوجي.
- الجانب الديدكتيكي/المنهجي خلال أداء مهمة التدريس: إن عدم الوصول إلى تفعيل آليات و مقتضيات النظريات البيداغوجية الحديثة، في ظل ظروف سوسيوثقافية مختلفة بالجملة مع ما تنادي به هذه النظريات من جهة، و التباينات الواضحة بين مكونات و كفايات المناهج التربوية الحديثة و أوضاع الفئات المستهدفة من المتعلمين من جهة أخرى، يشكل هاجسا مخيفا للممارس البيداغوجي، يدفعه إلى نهج أسلوب العقاب بشكل إرادي أو غير إرادي، كتعبير جائرأو رد مجحف على هذه المفارقات الغريبة التي تشوب واقع الممارسة التربوية/التعليمية.
- الجانب التواصلي مع أفراد الجماعة الصفية: تشارك العديد من المعيقات في تأزم البعد العلائقي بين الممارس البيداغوجي و أفراد الجماعة الصفية؛ كصعوبة التأقلم و التكيف و الانسجام الناجم عن الاختلافات ( لغة، ثقافتة..) الكائنة على صعيد بؤرة التواصل، إضافة إلى افتقار الممارس البيداغوجي إلى الأدوات السيكوبيداغوجية الفعالة و كذا تجاهله - و هذا شيء وارد- للجانب النفسي/التربوي في تكوينه المستمر و حتى أثناء أدائه للفعل التعليمي التعلمي. كل ذاك يقود إلى انبثاق مظاهر العنف بشدة لا من جانب الممارس البيداغوجي و لا حتى من جانب المتعلمين، حيث يتم إغفال أو تغييب أدنى مبادئ الاحترام بين أهم قطبي المثلث البيداغوجي بصورة أقل ما يقال عنها أنها بشعة لا تربطها بالتربية و لا بالأخلاق أية صلة.
و يمكن إجمالا إرجاع أسباب تنامي العنف المدرسي إلى العوامل الآتية:
- العوامل التربوية؛ تتمثل في الطريقة التي يتواصل بها المدرسون مع تلامذتهم و إلى أسلوب الخطاب المتبع داخل الفصل الدراسي..كما أن ضغوط الحياة المدرسية و ضعف تكوين بعض المدرسين تساهم في تثبيت ظواهر الخضوع و الانصياع و الاستسلام و الميل للعنف و العدوان..و في ظل اكتضاض الحجرات الداراسية و طول المقررات، يصعب على أي مدرس تذليل هذه الصعوبات التي تحول دون إقبال التلاميذ على الدراسة بكل حيوية و نشاط.
- العوامل الإجتماعية؛ تتمثل في تغيير القيم الأخلاقية الفردية و الجماعية فضلا عن انتشار المخدرات و العقاقير.. التي تؤدي ببعض التلاميذ إلى اليأس و انعدام الحافز و فقدان قابلية التعلم.
- العوامل العائلية؛ تتعلق بالأسرة و ظروفها، فضعف الروابط الأسرية و غياب الآباء عن المؤسسة التعليمية، و سوء فهمهم للعلاقة التربويةالتي يجب أن تربطهم بالمدرسين و بالمدرسة..كلها عوامل تدفع التلميذ إلى السلوك العدواني تجاه كل ما هو مدرسي.
من الواضح إذن أن إشكالية تعنيف الممارسة التربوية/التعليمية أمست تشغل بال جميع المهتمين بالشأن التربوي، خصوصا و أن مسألة العقاب لا يمكن التغاضي عنها، كما لا يمكن تفاديها أو تجاوزها بسهولة أو اسئصال حلقاتها من مسلسل العمليات التعليمية التعلمية.

1 .فما الفرق بين الثواب و العقاب؟
- الثواب؛ حالة تبعث فينا الرضى و السرور، نتيجة قيامنا نحن أو غيرنا بعمل شيء ما يهدف إلى تشجيعنا، أو تشجيع الآخرين على تكرار سلوك مرغوب فيه.
- العقاب؛ حالة تبعث فينا الحسرة و الألم، نتيجة قيامنا نحن أو غيرنا بعمل شيء ما يهدف إلى تثبيت سلوك غير مرغوب فيه، أو منع تكراره عندنا أو ردع غيرنا عن تكراره و ممارسته.
و العقاب Sanction/Punition هو أيضا إجراء زجري يتخذ أشكالا مختلفة في المجال المدرسي.
و يستخدم كل من الثواب و العقاب كأداة لتعزيز السلوك، فالأول يعتبر معززا إيجابيا بينما الثاني فهو معزز سلبي.

2 .ما موقف الإسلام من العقاب و ما رأي الفلاسفة المفكرين و علماء النفس التجريبي منه؟
إن الإسلام لا يجيز ضرب الأطفال بالعصا إلا في حالة ترك الصلاة بعد سن العاشرة، فالإسلام يدعو إلى حث الأطفال، و توجيههم و إرشادهم للقيام بهذه الفريضة ه في سن السابعة، و منح الطفل ثلاث سنوات بمثابة تعليم و توجيه و ترغيب، حتى يألفوا تلك الفريضة، و يقوموا بأدائها عن رضا و اقتناع لقول الرسول (ص) “ مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناؤ سبع سنين و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر سنين، و فرقوا بينهم في المضاجع.”. فمبدأ العقاب بالضرب في هذا الموقف هو إشعار للطفل بأهمية الصلاة، و قيمتها في حياة المسلم، لذا توجب استخدام هذا النوع من العقاب في حالة العزوف عنها بعد سن العاشرة.
و قد نهى الرسول (ص) عن الضرب على الوجه و الوسم في الوجه، فالرسول عليه السلام لم يضرب بيده أحدا قط، لأن الإسلام لا يجيز استخدام العنف و القهر و الاستهزاء بالفرد/الإنسان، و يفضل التوجيه و الإرشاد و الزجر بالرفق، لقول الرسول (ص): “ يا عائشة لم يبعثني الله معنتا و لا متعنفا و لكن بعثني معلما و ميسرا “.
هذا هو المبدأ التربوي الإسلامي، فالتعليم الفعال لا يحدث إلا في بيئة آمنة توفر الراحة و الطمأنينة للمتعلم. و من العلماء المسلمين الذين تحدثوا عن العقاب ( القابسي ) حيث دعا إلى الحكمة في استخدام العقاب و التدرج فيه، بحيث لا تستخدم العقوبة الجسدية إلا بعد نفاذ الأساليب الأخرى، و من أساليب العقاب عنده:
- الزجر - التهديد - العزل .
و يقول أبو حامد الغزالي: “ الثواب خير من العقاب و لكل شروطه و استخدامه.”
و من آراء ابن خلدون التوجيه و الإرشاد أفضل من العقاب، و الثواب أفضل من العقاب لما فيه من قهر و إذلال، و قد أيدت الأبحاث المعاصرة صدق رأي ابن خلدون.
أما علماء النفس التجريبي فقد قاموا بدراسات حول هذا الموضوع و بينت النتائج أن العقوبة الخفيفة و العادية التي تنزل بالتلميذ حين ارتكابه للخطأ، يمكن أن تؤدي إلى تنائج إيجابية في مجال التعلم. غير أن اختيار شكل هذه العقوبة و تطبيقها بتطلب درجة كبيرة من الاحتياط، إذ ينبغي تجنب كل أشكال العقاب الذي يحط من القيمة الإنسانية للطفل، كما ينبغي تجنب العقاب السريع الذي ينزل بالطفل دون أخذ بعين الاعتبار سنه و طبعه النفسي و قصده من القيام يهذا السلوك الذي يعتبر جنحة يستحق عليها العقاب.

3. ما المقصود بأسلوب العقاب؟
يقصد به إيقاع العقاب على الفرد، و ذلك لإتاحة الفرصة له كي يتخلص من سلوكه الخاطئ بدءا بتقليل احتمالات ظهوره في مواقف لاحقة مشابهة، إلى أن يقلع عنها نهائيا.
إن مسألة “العنف” و إن افترضنا شموليتها داخل النسيج التربوي/التعليمي، فهي تتباين بشكل ملفت للنظر فيما يخص أنماط الوسائل المعتمدة أثناء ممارسة فعل العقاب من طرف الفاعل/الممارس البيداغوجي.

4. ماهي وسائل العقاب؟
من أبرزها و أشدها خطورة و شيوعة العقاب بالتعنيف و الضرب؛ حيث يقوم المدرس بتوجيه سلوك الفرد/المتعلم بالتعنيف أو التوبيخ أو الضرب في الحالات المتطرفة جدا، و يتصف هذا الإجراء بشكل عام بالشدة و القسوة و الانفعال اللفظي و الجسدي. و يمكن أن يؤدي استمرار العقاب إلى تركيز التلميذ على تنبؤ أنواعه و كيفيات تجنبه و اتقاء خطره دون الالتفات لأهمية التعلم الذي هو بصدده، فتتحول التربية الصفية بهذه الوسيلة إلى هدم لنمو شخصية التلميذ/الإنسان بدل من تقدمها المستمر للأفضل كما هو مفروض.
و نجد وسيلة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها و هي العقاب بالتهديد و الألفاظ الدونية؛ مثل تهديد المدرس بإحلال شيء لا يرغبه نتيجة لسلوك غير مقبول، أو حرمان من أشياء أو أنشطة يهواها، أو يصف التلميذ بألقاب سلبية دونية مثل: الكسول، المهمل، الحمار ( و هو أشهر النعوت في مدارسنا ) ، أو التهديد بالرسوب أو ماشابه ذلك نتيجة لسوء تفاهم بين والي أمر التلميذ ( حسابات شخصية ) أو لعدم انصياع التلميذ لرغبات المدرس ( شراء السجائر أو جلب الماء من البئر ..).
الكل يتفق على أن العقاب بشتى أنواعه يشكل حجرة عثرة أمام انخراط الفرد/المتعلم في سيرورة العملية التعليمية التعلمية، نظرا لسلبية تمفصلاته.

5. ماهي مآخذ العقاب اللفظي
و الجسدي في التربية؟
- يحدث العقاب كبتا مؤقتا للسلوك غير المرغوب فيه دون إزالته، أو تحسن فعلي دائم في تصرف التلميذ.
× يحدث العقاب مرارة نفسية، ومشاعر عاطفية سلبية تجاه المدرسة بجميع مكوناتها، و تزيد من مشاكل التلميذ السلوكية.
× يركزالتلميذ على تنبؤ نوع العقاب الذي سيحل به دون وعيه الذاتي لمضار سلوكه، و العمل على تحسينه.
× استمرار العقاب قد يقود التلميذ إلى تشكيل عادات خلقية سيئة، و مدمرة مثل: الكذب، السرقة، الانتقام، الخروج عن القانون..
- يمكن أن يتقمص التلميذ أساليب العقاب التي يستخدمها المدرس في شخصيته ليعاني منها مرؤسوه، و مجتمعه مستقبلا.
إن هذه السلبيات التي يتصف بها أسلوب العقاب و كل العوامل المساعدة على العنف المدرسي يمكن تجنبها عبر تفعيل العلاقات التربوية بين التلاميذ والمدرسين ( مع الرفع من معنويات المدرس على الأقل دون الحديث عن الماديات) و إشراك التلاميذ في برامج التنشيط التربوي ( ليس بالضرورة أن تكون مقررة أو مثبتة في بنوذ مذكرة ما ) كالمسرح و الرياضة و الأعمال التشكيلية... ( من واجب المدراء و المشرفين التربويين أن يساهموا و يشجعوا على تأهيل الفضاء المدرسي ليلائم الأنشطة التربوية لا أن يجهضوا كل مبادرة بحجة المحافظة على السير العادي للمؤسسة و كأننا في مؤسسة إصلاحية ).

6. كيف السبيل للتغلب على مآخذ العقاب اللفظي و الجسدي
في التربية؟
من الحلول الممكنة لتجاوز العنف (العقاب) المدرسي:
- إعداد برامج دراسية تتلائم مع الامكانات الاجتماعية و الحاجات النفسية للتلاميذ حتى لا تبقى المدرسة في عزلة عن محيطها الاجتماعي...
- تبني أساليب بيداغوجية حديثة من واجبها تبديد النظرة الماضوية للممارسة التربوية/التعليمية و بالتالي الابتعاد عن العقاب و العنف أوتوماتيكيا.
- مراعاة عدم التطرف و الشدة في تطبيق العقاب، و عدم اللجوء إليه ألا بعد استنفاذ كافة الإمكانيات و الحلول الأخرى الأكثر إيجابية في التربية و علم النفس.
× تهيئة الظروف المناسبة لظهور سلوك جديد مرغوب فيه بدل السلوك/المشكل.
- توخي الإنسانية و الموضوعية في استعمال العقاب مع أشعار التلميذ بالحرص و الاهتمام بمصلحته و مستقبله و ذلك عن طريق مطابقة الواقع بالمثال المضاد.
- لا مناص من إخضاع كل الفاعلين التربويين لتكوين مستمر نظري و تطبيقي يضمن لهم مسايرة المستجدات التربوية _ الشق النفسي بالدرجة الأولى .

مراجع:
- د. أحمد أوزي/ المعجم الموسوعي لعلوم التربية/ط1/2006/مطبعة النجاح الجديدة البيضاء/ص 192-193
- د. إحسان الأغا و آخرون/مقدمة في التربية و علم النفس/ط2/غزة: مكتبة الياجزي/1992/ص157-178
- د. محمد زياد حمدان/التربية العملية الميدانية و مفاهيمها و كفاياتها و ممارستها/الأردن: دار التربية الحديثة/ص240-244
- عدنان عارف مصلح و د. محمد عدس/إدارة الصف و الصفوف المجمعة/ط1/1980/ص121-123
- د.محمد جواد، محمد الخطيب/التوجيه و الإرشاد النفسي بين النظرية و التطبيق/1998/ص77-86
باحث تربوي/ م.م أكرض/ إيمن تانوت,






    رد مع اقتباس