عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-01, 11:59 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي التركيز على العنصر البشري في الإصلاح التعليمي


التركيز على العنصر البشري في الإصلاح التعليمي
المشاريع التي تغفل هذا الجانب كثيرا ما لا تنجح في مسعاها

المغربية

الصحراء المغربية : 01 - 11 - 2010
تنامى الوعي في العقد الأخير بقيمة الإنسان هدفا ووسيلة في المنظومة التربوية والتنموية وبناء على ذلك انصبت جميع البرامج والاستراتيجيات الوطنية على الاعتماد على العنصر البشري كآلية أساسية وفاعلة في التنمية، باعتبار أن هذه الطاقة الخلاقة بمثابة تثمين المهارات والقدرات للقوى العقلية والبدنية القادرة على العمل في جميع المجالات.
وهكذا يعتبر قطاع التعليم من أكبر القطاعات الخدماتية، التي تشغل الطاقات البشرية وتشتغل على الموارد البشرية كأهم عناصر الإنتاج، التي يصعب نسخها أو تقليدها ما لم يجر بناء مكوناتها على أسس صحيحة وبمناهج بيداغوجية حديثة ومربين ومدرسين ذوي خبرات وتجربة وتكوين من شأنه أن يساهم في جعل الموارد تتماشى في التلقين والأخذ مع كل المستجدات المعرفية والمعلوماتية، ومن ثمة فالأخذ بزمام هذا المعطى، يتطلب استراتيجية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى.
وبهذا الخصوص يجمع العديد من المهتمين بالشأن التربوي في حديثهم ل"المغربية" على أن البرنامج الاستعجالي من حسناته أنه جاء في ظرفية خاصة، حيث الاهتمام على أشده بالتنمية البشرية كرافعة أساسية للتنمية المستدامة، وهذا يتضح في طبيعة المقاربات المعتملة أثناء أجرأة البرنامج، انطلاقا من الجهود المبذولة من أجل محاربة الهدر المدرسي وتحسين الظروف الملائمة للتلقين والفهم والتعلم وتوفير التجهيزات والإمكانات اللوجيستيكية، التي باستطاعها أن تعطي للتلاميذ والتلميذات دفعة معنوية للعطاء أكثر.
واعتبر أساتذة باحثون ممن استقت "المغربية" آراءهم أن المشاريع، التي تضع العنصر البشري في وضعية الاستثناء، كثيرا ما لا تنجح في مسعاها، وبالتالي من أجل أن تصل هذه المقاربة إلى أهدافها فمن اللازم أن تكون الآليات المستعملة من أجل النهوض بكفاءة وأوضاع ومدارك المتمدرسين، تتوفر على جميع المقومات، التي تكفل لها ذلك، والتي تشمل النجاعة والسرعة وملامسة المشاكل والمعيقات في حينها.
هذه الآليات يجب أن تكون ذات قوة تفاعلية مع ذهنيات وعقليات تلامذة اليوم، وهذا بالطبع ما يمكن أن نلاحظه في التدابير المتخذة من أجل تفعيل عملية الإدماج.
الشيء نفسه، بالنسبة للمدرسين، إذ يجري إخضاع العدد الكثير منهم إلى دورات تكوينية بهدف إذكاء جذوة التدريس بالطرق والبيداغوجيات الحديثة.
إلى هنا، فالمقاربات المعمول بها من أجل جعل التنمية البشرية محورا أساسيا في بناء الطاقات البشرية، المتعلمة، لمغرب اليوم والغد، سائرة في نهجها القويم، ويلاحظ أن هناك إرادة وعزما أكيدا لدى الجهات الوصية لتحقيق كل الأهداف والمرامي المطروحة في البرنامج الاستعجالي، من خلال الرفع من ميزانية قطاع التعليم.
لكن السؤال المحورين الذي يطرح بقوة، ه مسألة تنقية الأجواء في أوساط المشتغلين في القطاع، الذين منهم من يمكن أن يعتبر حجر عثرة، أو حائلا دون تحقيق المراد، ذلك لأن تعاطيهم مع البرنامج أو مع الميثاق، أو مع بيداغوجية الإصلاح، لا يجري بالشكل الذي يجب، بقصد أو بغير قصد، الهم من كل هذا أن عدم اندماجهم الواعي والمسؤول في صيرورة الإصلاح، يساهم في التأثير سلبا على سير المنظومة وبرامجها.
وهذا ما يحتم على الجهات الوصية الانكباب عليه بإحداث رجة على مستوى المسؤوليات، بتغيير العقليات غير القادرة على التماشي الإيجابي مع البرنامج الاستعجالي، باعتبار التعليم أولوية وطنية.







    رد مع اقتباس