عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-30, 09:46 رقم المشاركة : 1
aboussalma
أستـــــاذ(ة) جديد
 
الصورة الرمزية aboussalma

 

إحصائية العضو







aboussalma غير متواجد حالياً


افتراضي عيوب التوقيت المستمر في المدرسة الإبتدائية


نحن على أبواب موسم دراسي جديد، ومشكل تدبير الزمن المدرسي يطفو على السطح مجددا . نتمنى أن يتم الحسم في هذا الموضوع هذه السنة لأنه أسال الكثير من المداد بسبب صدور المذكرة 122 التي ننتظر تفعيلها لما جاءت به من جديد بخصوص تدبير الزمن المدرسي. وتنويرا للمهتمين بهذا المجال أود أن أدلي برأيي الشخصي في هذا الموضوع والمبني على معطيات واقعية :
من جديد يعود موضوع تدبير الزمن المدرسي إلى الواجهة ، ويقاربه كل واحد منا مقاربته الخاصة أو بالأحرى المقاربة التي تخدم مصلحته الشخصية فقط . فالبعض يفضل التوقيت المستمر لأنه يمكن من رعاية أولاده طيلة اليوم مستفيدا من أنصاف اليوم الفارغة ، والبعض الآخر يفضله لأنه يفسح المجال لممارسة أنشطة أخرى متذرعين بانعدام ظروف الإستقرار بالعالم القروي . وأمثال هؤلاء لا يمكن أن يقبلوا بأية صيغة مخالفة ولو تم تحويل مدارسهم في العالم القروي إلى جنات الفردوس لأنهم يرون بعين واحدة ( المصلحة الشخصية ) ناسين أو متناسين أن أبناءهم في المدارس الخصوصية يدرسون بالتوقيت العادي مستفيدين من فترات راحة بين الصباح وما بعد الزوال الشيء الذي يمكنهم من تعليم مرن وجيد ليس فيه إرهاق لأجسادهم ، وإذا كانوا محقين في جدوى التوقيت المستمر يجب عليهم أن يفرضوا على المدارس الخصوصية إقراره لأبنائهم ( ولن يفعلوا لأنهم يعرفون أنهم مخطئون لكنهم عميان بسبب الأنانية ).
لمحة تاريخية : أربعون سنة والنظام التربوي في التعليم الإبتدائي يعمل بالتوقيت العادي ( حصص صباحية وحصص مسائية ) مع عطلة يومين في مرحلة أولى حتى سنة 1985 وعطلة يوم واحد ونصفي يوم في مرحلة ثانية وذلك في ظل :
- انعدام أبسط شروط الإستقرار بالعالم القروي
- قلة الوحدات المدرسية مما يضطر معه التلاميذ قطع مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة
- إقبال حقيقي على التعليم من طرف التلاميذ رغم الظروف المادية الصعبة لأسرهم
في ظل هذه الظروف لم يكن أحد يطالب بإقرار التوقيت المستمر ، والنقابات كانت منشغلة بالهموم الحقيقية لرجال التعليم قبل أن تأتي نقابات آخر الزمان التي توحي كل مطالبها بأن الموظف يجب عليه أن يعمل أقل بأكبر أجر ... وفي خطوة غير محسوبة وغير مدروسة أقرت الوزارة الوصية التقدمية آنذاك سنة 1998 ما سمي بالتوقيت المكيف أو المستمر والذي لا يحتاج أحد لأدنى جهد ليكتشف عيوبه الكثيرة والمتعددة والتي يمكن إجماله فيما يلي :

عيوب التوقيت المستمر في المدرسة الإبتدائية :

- يسبب إرهاقا شديدا لتلميذ المدرسة الإبتدائية بسبب طول مدة الحصة الدراسية : بالله عليكم هل يستطيع طفل 6 إلى 10 سنوات أن يركز انتباهه لمدة 4 ساعات ونصف إذا لم نحتسب حصة التربية البدنية ؟ وهذا العيب من الأسباب الرئيسية لانحطاط مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ الذين يدرسون بهذا التوقيت.
- التوقيت المستمر مرهق للأستاذ بسبب طول الحصة الدراسية مما يضطر معه أخذ قسط من الراحة على حساب الحصص الدراسية المقررة .
- يساهم في ازدياد وزن المحفظة مما يسبب أضرارا بليغة للتلاميذ أهمها اعوجاج العمود الفقري .
- التوقيت المستمر ساهم بشكل كبير في التقليل من الأنشطة الموازية في المدارس الإبتدائية إن لم نقل قضى علها نهائيا كالدعم المدرسي ، المسرح ، نادي البيئة ، نادي الصحة .....
- يفتح المجال لعدم استقرار الأساتذة في مقر العمل مما يزيد من التغيبات والتأخرات المتكررة المتعلقة بإشكاليات التنقل من مسافات بعيدة.
- التوقيت المستمر ألغى بصفة نهائية دروس التربية البدنية من المدرسة الإبتدائية وخاصة في العالم القروي ومن يقول بعكس ذلك فليقم بدراسة إحصائية نزيهة ومحايدة .
- المدرسة بالنسبة للتلميذ في العالم القروي هي الملاذ الوحيد الذي يمكن أن يفجر فيه مواهبه ويمارس الأنشطة المناسبة لمؤهلاته والتوقيت المستمر يجهز على هذا المكسب حيث يقضي أغلب وقته في الشارع في ظل انعدام مرافق التنشيط والتثقيف وممارسة الرياضة .
- التوقيت المستمر تبرمج فيه حصص غير مناسبة لقدرات الطفل العقلية والجسمية : حصص التربية البدنية في 12 و النصف زوالا بعد 4 ساعات ونصف من الدراسة أو في 11 والنصف وتنتظره 4 ساعات ونصف من الجهد والتركيز ، بالله عليكم يا سادة من أين سنأتي بالتلميذ الذي سيتحمل كل هذا الجهد اليومي لمدة 9 أشهر ونصف .
- أي تركيز سيكون لدى الطفل ولدى الأستاذ على السواء في الفترة الممتدة ما بين منتصف النهار والثانية بعد الزوال وقد برمجت حصص كثيرة في هذه الفترة في جداول حصص التوقيت المستمر .
- التوقيت المستمر يسبب ارتباكا للأسر في إطعام أبنائها وقت الغداء وخاصة تلك التي لها أبناء يدرسون في مستويات مختلفة يضطر بعضهم إلى تناول هذه الوجبة على الساعة 11 صباحا إذا استيقظوا باكرا - وهذا غير وارد وبالتالي فلا هي فطور ولا هي غداء إذن التركيز مفقود - على أن يتناولها إخوانهم الآخرون في حدود الساعة 1 والنصف بعد الزوال - احسبوا معي المدة الزمنية من 7 صباحا إلى الساعة الواحدة زوالا ( 6ساعات) لتعرفوا المدة الزمنية التي يبقى فيها تلميذ المدرسة الإبتدائية بدون طعام وكم ستكون نسبة تركيزه خلال هذه الفترة وشأن التلميذ هنا شأن الأستاذ.
هذا غيض من فيض من عيوب هذا التوقيت ، أتمنى أن يتم التراجع عنه في أقرب الآجال .
كما أرجو من الإخوان ألا تقرأ مداخلتي بعين واحدة وأن تكون تحاليلهم موضوعية ومبنية على أسس صحيحة بعيدا عن التجريح والشخصنة لأن هذا في الأخير مجرد تحليل واقعي لرجل يشتغل في الميدان
مرحبا بتعليقاتكم ولكم واسع النظر





    رد مع اقتباس