عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-16, 08:53 رقم المشاركة : 1
بلابل السلام
بروفســــــــور
إحصائية العضو







بلابل السلام غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم والتجو

افتراضي عرض المبحث الأخير من الفصل الثاني للنقاش : الإنتاجية


المقالة الافتتاحية للمبحث بقلم الأستاذ الفاضل driss972 لأسباب تقنية تعذر عليه نشر المقال
بارك الله فيكم أخي الفاضل وجزاكم خير الجزاء على المقال الجيد والرائع :
مقدمة

تعيش المؤسسات في عالم اليوم ضمن نظام مفتوح مما يعني مواجهة التحديات و التغيرات السريعة على جميع المستويات، كذلك تميزه بمنافسة متزايدة و شرسة في أغلب الأحيان ، كل ذلك استدعى العمل على توظيف عامل الجودة الشاملة كأسلوب و منهجية على أساسها يتحدد مركز المؤسسة و قوتها، إذ أن الجودة الشاملة باعتبارها مبدأ من مبادئ الإدارة المعاصرة و موضوعها لا يقتصر على الجانب الاقتصادي بل يتعداه ليشمل مختلف الجوانب السياسية، الاجتماعية، الثقافية و التعليمية و غيرها من المجالات، مما يتطلب سيطرتها على مختلف جوانب المؤسسة خاصة ربحيتها من خلال دورها في تحقيق التحسين المطلوب و المستمر في الإنتاجية و كذلك دورها في الرفع من المردودية من خلال إستراتيجيات تضمن تحقيق و نتائج عالية.
و إذا كانت الإنتاجية مصطلحا لصيقا بالمجال الاقتصادي بالدرجة الأولى فقد تمت استعارته ليتم استعماله في كل المجالات الأخرى بما فيها المجال الاجتماعي و الثقافي و التربوي و غيرها ، و اتخذت في التعليم عدة مفاهيم تتداخل أحيانا و تتكامل أحيانا أخرى كالمردودية و الكفاءة و غيرها... و هي لا يمكن قياسها بشكل واضح و في مدة محددة على عكس الإنتاجية الاقتصادية ...

تعاريف لا بد منها :
أولا: تعريف الإنتاجية
Queseny هو أول من ذكر كلمة الإنتاجية و ذلك في مقال سنة 1766، ثم جاء Littre بعد قرن ليعرف الإنتاجية على أنها: " الرغبة في الإنتاج"
وهذا التعريف غير دقيق، لذلك وفي العشرينيات من القرن الماضي تم تعريف الإنتاجية على أنها علاقة بين المخرجات والوسائل المستخدمة في إنتاج هذه المخرجات "
كذلك عرفها B. Sanasal بأنها " النسبة بين الإنتاج وعوامل الإنتاج ".
مما سبق يمكن تعريف الإنتاجية كما يلي: " تعبر الإنتاجية عن ما هو محقق جراء استخدام الأموال والاستثمار، المواد الأولية، حيث تشكل الإنتاجية النسبة بين المدخلات والمخرجات"
تجدر الإشارة إلى أن الإنتاجية ليست بمقياس للربحية بل تشير إلى كفاءة العمليات .
ثانيا: تعريف الكفاءة الإنتاجية
يقصد بها '' العلاقة بين حجم الإنتاج و موارده، أو نسبة المخرجات إلى المدخلات أي تعتبر العلاقة بين حجم الإنتاج وبين الموارد الإنتاجية مقياسا من مقاييس الكفاءة الإنتاجية".

قبل البدء :
تعرف الانظمة التعليمية الحديثة تحديات كبيرة وحقيقية في عصر العولمة ، حيث أن رفع شعار التعليم المتميز والتميز للجميع يؤدي بنا إلى مواجهة تحديات ينبغي العمل على تجاوزها واستيعابها . حيث أن الأنظمة التعليمية الحديثة تهدف إلى إرساء التعليم لأجل الاستقلالية وتحقيق الكفاءة العالية في الأداء ، والذي يعتبر استجابة ايجابية لتحقيق التطور والانتقال نحو العولمة والاستقلال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
وهذا يتطلب النظر إلى التعليم كعملية أساسية وضرورية لإعداد الأفراد وبناء المجتمعات بوجهة نظر جديدة تتناسب مع التطورات العلمية والتكنولوجية في العالم ، وتبني رؤية جديدة وشاملة تهدف إلى تطوير التعليم وبما يتناسب مع حاجات ومتطلبات كل مجتمع . وبالتأكيد فان ذلك يؤدي إلى مواجهة مشكلات القبول والرفض والتأييد والمعارضة بين أوساط التربويين والمختصين .
وفي ضوء ذلك خضعت المناهج الدراسية وأساليب التدريس والتقويم إلى برامج تطويرية مستمرة لغرض مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي . وهذا أدى إلى إحداث قفزة نوعية كبيرة في طرائق وأساليب التدريس ، حيث بدأ المفهوم التقليدي للتعليم والعملية التعليمية ينحسر باتجاه الزوال ليحل محله المفهوم الحديث التي تعتمد فيه طرائق التدريس الحديثة على أساليب الإبداع والابتكار وبناء الشخصية العلمية والتربوية والأخلاقية المستقلة للطالب .
وبذلك أصبح من الضروري إدخال التقنيات التربوية الحديثة إلى العملية التعليمية مثل الحاسوب والانترنت ووسائل التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد ، بالإضافة إلى التركيز على تعليم التفكير لدى المتعلمين ومحاولة تعويدهم على حل المشكلات باستخدام الأساليب العلمية الصحيحة . إن عولمة التعليم تهدف إلى تأسيس مفاهيم عالمية تجعل الشعور العالمي في بؤرة الاهتمام لجميع سكان العالم ، وبذلك أصبح علينا كمدرسين إن ننظر إلى العالم ككتلة واحدة وكنظام متكامل وليس كنظم أو مجتمعات منعزلة ثقافيا .مما يحتم علينا أن الانفتاح على كل الاتجاهات التعليمية الحديثة التي تتطور بشكل دائم و سريع ، ليصلنا منها أخيرا ما نسميه ببيداغوجيا الكفايات ...
و تأسيساً على ذلك، يتحدد مستوى وطبيعة الكفايات اللازمة للمدرس فى ضوء مفهوم "إنتاجية التعليم" فى المستقبل، تلك الإنتاجية التى تحدد نموذج إنسان التنمية، وفى إطار مفهوم الجودة الشاملة فإن إنتاجية التعليم تعبر عن قدرة النظام التعليمى على تحقيق الأهداف التربوية .
والتعليم- بحكم طبيعته- مهنة شاقة ومعقدة وخطيرة فى آن معاً الأمر الذى يتطلب الإعداد الجيد والتدريب المستمر للمعلم، والتأكد من أنه يمتلك من المعارف والمهارات والكفايات ما يضمن له التمكن من أداء أدواره المتعددة والمتجددة وفى ضوء التربية الحديثة أصبح ينظر إلى المعلم على أنه ذلك الشخص القادر على أن يؤدى الأدوار المطلوبة والمتوقعة منه بكفاءة واقتدار كما أصبح له دور أخر هو توجيه ومهنته. و هو ما نهدف إليه في بحثنا هذا الذي يرمي إلى خلق أستاذ متميز بالكفاءة الانتاجية .

مطالب المبحث :
1- تحديد مفهوم الكفاءة الإنتاجية في التعليم وأقسامها و مكوناتها.
2- جرد العوامل المؤثرة في الكفاءة الإنتاجية إيجابا ( من حيث الرفع منها ) أو سلبا ( من حيث الخفض فيها ).
3- كيفية الزيادة من الكفاءة الإنتاجية.
4 – تحديد طرق قياس الكفاءة الإنتاجية .
كلها مطالب تحمل في طياتها تساؤلات عديدة أرجو أن نبحث فيها سويا لإغناء النقاش و تحقيق الإنتاجية في الموضوع
.





التوقيع


    رد مع اقتباس